-->

 

كيف تكون الاستجابة لله وللرسول




كيف تكون الاستجابة لله وللرسول ؟ من التساؤلات التي يرغب المسلمين في معرفتها، وخاصّةً الذين يسعون للتفرُّب من الله – عز وجل- بكافة الوسائل الممكنة، فهم يُريدون أن يتعرّفوا كيفيّة الاستجابة لله ولرسوله، فالله- سبحانه- أقرب من حبل الوريد إلى عباده، وأخبر رسوله بأن لو سأله عباده عنه؛ فليقل إنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، وفيما يلي سنتعرّف على كيفتكون الاستجابة لله ولرسوله.

كيف تكون الاستجابة لله وللرسول

لقد أرسل الله-عز وجل- الرُّسُل؛ ليدعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك غيره من الآلهة التي تُعبد من دون الله، وأرسل النبي-صلى الله عليه وسلّم- لإخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام، وأرسل معه المعجزة الخالدة ألا وهي القرآن الكريم، وأُرسل الرسول إلى قوم أصحاب فصاحة وبيان، فعجزوا عن الإتيان بمثله؛ فعجزوا، أو عن الإتيان بعشر سور مثله؛ فعجزوا، وأن يأتوا بسورة مثله؛ فعجزوا.

وحينما دعا قومه لم يؤمن به إلا طائفة محدودة من قومه، وكان السبب الرئيس لمعاداة قريش للنبي- صلى الله عليه وسلم- هو اختيار الله له دون غيره من عِلية القوم، ولقد كان أصحاب النبي هم أوّل من آمنوا به، فأبوبكر أول من أسلم من الرّجال، والسيدة خديجة أول من أسلمت من النساء، وعلي بن أبي طالب أول من أسلم من الصبيان، ولقد طبّقوا ما أمرهم النبي به، وتدارسوا القرآن الكريم فيما بينهم.

فقد كان النبي يجتمع معهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم سرًّا، حينما تنزل آية من القرآن كان يتلوها عليهم، ويحفظونها، ويتدبرونها، بل كانوا لا يحفظون آيةً بعد الآية التي حفظوها إلا إذا عملوا بها، ورُوي أن ابن عُمر- رضي الله عنهما-  حفظ سورة البقرة في ثمان سنوات، وهذا يدُل على تفكّرهم وتدبُّرهم في معاني القرآن، وأن الحفظ عندهم كان مُقترنًا بالعمل، ولذا قال الله في حقهم:” كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ..” [1][2]

أفضلية الصحابة على غيرهم من الناس

لقد كان الصحابة هم خيرة الناس بعد النبي-صلى الله عليه وسلّم-، وكان أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب- رضي الله عنهم في مقدّمتهم، وكان سبب أفضلية الصحابة على غيرهم، أنهم ضحُّوا بأموالهم، وأنفسهم، وأهليهم من أجل إعلاء راية الإسلام عاليةً خفّاقةً، وكانوا يُطبّقون ما أمر الله به، وينتهون عن ما نهى الله عنه، ولا يتهاونون في حق من حقوق الله، ولا حقوق رسوله، حتى وإن كان تطبيق الحد سيكون على أحد أقاربهم.

وكان وحدة المصدر الذين يأخذون منه سببًا في أفضليتهم، فقد هذّب القرآن سلوكهم، وجعلهم يرتقون في مراتب الشرف والفضل والتضحية عن غيرهم، فزهدوا في الدنيا ومتاعها، ورغبوا في دار عرضها السموات والأرض أعدّت للمتّقين، ولقد كانت الهجرة النبوية هي النقطة الرئيسة التي توضّح كمّ التضحيات التي قدّمها الصحابة للإسلام وللنبي- صلى الله عليه وسلّم-، وكتب السير مليئة بالمواقف والأحداث التي تُبيّن أفضلية الصحابة عن غيرهم[3]، وقد دلّت بعض الآيات القرآنية عن استجابة الله ورسوله، فقال-تعالى-:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ”[4]